ننشر لكم متابعينا تفاصيل الخبر هل يُفرط ليفربول في اعتماده على محمد صلاح؟ المنشور اليوم بتأريخ 2025-02-15 13:27:21 وذلك كالتالي:
يواصل النجم المصري محمد صلاح تألّقه اللافت مع ليفربول، إذ أصبح تسجيله للأهداف وصناعته لها عنصراً أساسياً في أداء الفريق هذا الموسم. ومع أرقامه القياسية ومساهماته الحاسمة في نتائج “الريدز”، يبرز تساؤل مهم: هل يعتمد ليفربول بشكل مفرط على صلاح؟
تسجيل صلاح للأهداف وتمريراته الحاسمة بات أمراً روتينياً في ليفربول هذا الموسم، وفعل ذلك مرة أخرى ضد إيفرتون الأربعاء، إذ مرّر كرة عرضية إلى أليكسيس ماك أليستر ليعادل النتيجة في الشوط الأول، ثم سجل بنفسه في الشوط الثاني.
وكانت هذه المرة التاسعة التي يسجل فيها هدفاً ويصنع آخر بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهذا رقم قياسي.
أرقام صلاح (32 عاماً) تبدو مذهلة، إذ سجل 22 هدفاً وصنع 14 تمريرة حاسمة في الدوري (27 هدفاً و19 تمريرة حاسمة بكل المسابقات)، وليست هناك أي مؤشرات على تراجع مستواه، مع دخول ليفربول المرحلة النهائية الحاسمة من الموسم.
ولكن السؤال المطروح الآن هو: هل يواجه ليفربول خطر الاعتماد المفرط على تألّق صلاح؟
مقارنة دياز ونونيز وجوتا
لدى النظر إلى أرقام المهاجمين الآخرين في الفريق، نجد صورة أقلّ إشراقاً، إذ لم يسجل لويس دياز أي هدف لليفربول في آخر 10 مباريات، كما لم يسجل داروين نونيز أي هدف في آخر 6 مباريات (وسجل 3 فقط في آخر 19 مباراة). أما ديوغو جوتا فأرقامه أفضل، لكنه لم يسجل في آخر 3 مباريات ويبلغ معدله هدفاً تقريباً كل 3 مباريات، في موسم عانى فيه من إصابات كثيرة.
وتعكس أرقام صلاح مدى أهميته لليفربول، لدى مقارنة إجمالي أهدافه وتمريراته الحاسمة بزملائه في الفريق، بحسب موقع The Athletic.
وتشير البيانات أيضاً إلى أن أي نادٍ آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز لا يعتمد على لاعب واحد في الهجوم، أكثر من اعتماد ليفربول على صلاح، الذي ساهم بنسبة 62% من أهداف فريقه في الدوري هذا الموسم.
وتبدو هذه الأرقام مرتفعة تاريخياً من حيث هيمنة لاعب واحد على الإنتاج الهجومي للفريق، ففي تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، أنجز مات لو تيسييه فقط نسبة مشاركة أعلى في موسم واحد، إذ أدت مساهماته، البالغة 34 هدفاً، إلى تحقيقه 69% من أهداف ساوثهامبتون، وعددها 49 هدفاً في موسم 1993-1994.
الاستفادة من إمكانات صلاح
لكن من غير المفاجئ أن يكون صلاح العنصر الأبرز في هجوم ليفربول، إذ أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم، والمدرب آرني سلوت صمّم الفريق ليستفيد من إمكاناته بأقصى درجة، كما كان هناك جهد واضح لإبقائه في المناطق المتقدّمة وقريباً من مرمى الخصم.
فلدى امتلاك الكرة، غالباً ما يكون الهدف هو تمرير الكرة إلى صلاح لإنهاء الهجمات، كما توضح البيانات التي تقارن مساهمات لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز في الناتج الهجومي لفرقهم.
فمن بين جميع لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز، الذين خاضوا أكثر من 900 دقيقة هذا الموسم، فقط أنطوان سيمينيو لاعب بورنموث (4.1 تسديدة خلال 90 دقيقة) ونوني مادويكي لاعب تشيلسي (4 تسديدات) يتفوّقان على صلاح (3.9 تسديدة).
ولدى خسارة الكرة، يُكلَّف صلاح غالباً بالضغط على قلب الدفاع الأيمن للفريق الخصم بدلاً من الظهير الأيمن، فإذا مُرّرت الكرة فوقه أو حوله، فإن مسؤولية تغطية تلك المساحة تقع على عاتق صانع الألعاب في ليفربول، سواء كان دومينيك سوبوسلاي أو كورتيس جونز، أو الظهير الأيمن.
ولا يُعتبر ذلك انتقاداً لصلاح، بل هو تأكيد على الدور الذي يُوظَّف فيه، ممّا يقلّل من المهمات الدفاعية التي يؤديها، ويضمن عدم تراجعه كثيراً كي يكون في موقع الهجوم عند استعادة الكرة.
غاكبو في الجناح الأيسر
صحيح أن الموسم الرائع الحالي لصلاح هو سبب رئيسي في تصدّر ليفربول الدوري الإنجليزي الممتاز وبلوغه نهائي كأس كاراباو وثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن هل كان لهذا التألّق تأثير في أداء زملائه المهاجمين؟ الإجابة معقدة.
كودي غاكبو، على سبيل المثال، كان اكتشافاً في الجناح الأيسر، إذ نادراً ما كان يلعب في مركزه الطبيعي بقيادة المدرب السابق يورغن كلوب. ولكن مع مجيء سلوت، أصبح خياراً ثابتاً في هذا المركز، وحقق نجاحاً لافتاً، إذ سجل عدداً من الأهداف هذا الموسم يعادل ما سجله في الموسم الماضي بأكمله.
ومع ذلك، فإن هذا يتماشى مع النمط الذي يزدهر فيه الأجنحة بقيادة سلوت، ويشمل ذلك حتى دياز، الذي بدأ الموسم بمستوى رائع في الجهة اليسرى، لكن الأمر يختلف عندما يتعلّق الأمر بالمهاجمين.
وقدَّم جوتا أداءً قوياً إلى حد كبير، لكنه عانى من إصابات، وبينما تطوّر نونيز بشكل كبير في لعبه الجماعي، إلا أن مشكلته مع تسجيل الأهداف لا تزال قائمة.
ولدى مقارنة إحصاءات المهاجمين هذا الموسم بالموسم الماضي، نرى انخفاضاً في إجمالي التسديدات والتسديدات على المرمى ولمسات الكرة في منطقة جزاء الخصم، كما تقلّص معدل الأهداف المتوقعة لكل 90 دقيقة بالنسبة إلى نونيز، بينما ارتفع متوسّط جوتا، ممّا يشير إلى أن الأخير يحصل على فرص أفضل ولكن بوتيرة أقلّ انتظاماً.
سلوت والمهاجم الصريح
قبل مواجهة ليفربول وكريستال بالاس في أكتوبر الماضي، اعترف سلوت بأنه كان حريصاً على إيجاد طرق لجعل مهاجميه أكثر تهديداً أمام المرمى، حتى أنه أشار إلى أن اثنين من أهداف جوتا في كأس كاراباو ضد وست هام جاءا من موقع لاعب الوسط المهاجم.
ويبدو أن هذه العملية مستمرة، إذ تم الدفع بدياز إلى هذا الدور لإتاحة الفرصة لسلوت لمواصلة سياسة التدوير هذه. ورغم تأقلمه جيداً في البداية، إذ سجل أمام توتنهام ووست هام، إلا أن مساهمته التهديفية من هذا المركز باتت شبه معدومة منذ مطلع عام 2025.
وعندما بدأ في مركز المهاجم الصريح ضد نوتنغهام فورست وبرينتفورد في يناير الماضي، لم يشكّل تهديداً كبيراً، وأُبدل بجوتا ونونيز، وكلاهما سجل بعد نزوله.
دياز (28 عاماً) يبدو أكثر راحة في مركز المهاجم، خصوصاً عندما يواجه الفرق التي تدافع بضغط عالٍ، إذ يمكنه استغلال المساحات والتصرّف كصانع ألعاب بجانب دومينيك سوبوسلاي. ولكن أمام الفرق التي تلعب بتكتل دفاعي منخفض، حيث تكون المساحات محدودة، فإنه لم يتمكّن من التأثير في المباريات وإشغال قلبي الدفاع في الفريق الخصم.
وقال سلوت في مؤتمر صحافي قبل مواجهة بليموث: “أعتقد بأننا أصبحنا نستخدم المهاجم الصريح بشكل أفضل ممّا كنا عليه في مطلع الموسم”.
وأضاف: “هذه إحدى الإيجابيات التي تأتي مع لعب مزيد من المباريات، والتدرّب معاً بشكل أكبر، وعقد مزيد من الاجتماعات، إذ يمكن تسليط الضوء على هذه الأمور بشكل أفضل، وأعتقد بأننا كنا نعتمد بشكل كبير على الأجنحة في مطلع الموسم، لكنني أرى أننا بدأنا بالاعتماد على المهاجم الصريح بشكل متزايد”.
وتابع: “نتيجة لذلك، بات هؤلاء اللاعبون يجدون أنفسهم في مراكز واعدة ولديهم المقدار ذاته من الفرص التي يتمتع بها الأجنحة. ولذلك، إذا وضعت جوتا أو دياز أو نونيز في موقع جيد، سيمنحونك ما تبحث عنه: الأهداف والتمريرات الحاسمة”.
أرقام ديوغو جوتا
وحتى الآن، سجل مهاجمو ليفربول الصريحون 12 فقط من 56 هدفاً للفريق في الدوري هذا الموسم.
ومن اللاعبين الثلاثة الذين اختيروا بشكل متكرّر لهذا المركز، تبرز أرقام جوتا، إذ يتمركز في أفضل مواقع التسجيل، ويكون الأقرب إلى المرمى، كما أن معدل تسجيله بالنسبة للدقائق التي لعبها أفضل بكثير من منافسيه.
وتشير إحصاءات التسديد إلى أن هناك عدداً قليلاً جداً من التسديدات من داخل منطقة الست ياردات، لكن هناك عدداً كبيراً من المحاولات في المساحة المركزية بين ذاك المكان ونقطة الجزاء، إذ تحوّلت 5 منها فقط إلى أهداف، ممّا يشير إلى أن الفريق يهدر فرصاً جيدة كثيرة.
والآن، مع جاهزية جميع المهاجمين الستة في الفريق، يمكن لسلوت العودة إلى سياسة وجود لاعبين اثنين في كل مركز، وهي الاستراتيجية التي استخدمها في مطلع الموسم بنجاح كبير. وقد يستفيد دياز من العودة إلى مركزه الطبيعي كجناح، فيما يكمن التحدي أمام نونيز وجوتا في استعادة مستواهما وإيجاد الإيقاع المناسب.
ويتحمّل صلاح حالياً العبء الأكبر في تسجيل الأهداف لليفربول، ورغم أنه لا يُظهر أي علامات على التراجع، فمن المؤكد أنه سيرحّب بمزيد من الدعم من زملائه.
* مادة مترجمة من SRMG
وختاماً نؤكد لكم أن الخبر هل يُفرط ليفربول في اعتماده على محمد صلاح؟ تم نشرة في موقعنا نقلاً عن مصدره (الشرق رياضة) بعد قيام فريقنا بمراجعته وتعديله إذا لزم الأمر أو نقله دون تعديل، ويمكنك متابعة المستجدادت لاحقاً عبر موقعنا “مصدرك الرياضي” للحصول على آخر الأخبار الرياضية.