تقدّمت البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف بطعن رسمي أمام محكمة التحكيم الرياضي (CAS) ضد قرار الاتحاد الدولي الجديد للملاكمة “وورلد بوكسينغ” (World Boxing)، القاضي بفرض اختبارات إلزامية للجنس على المشاركات في بطولاته، ومنعها من المنافسة في فئة السيدات ما لم تثبت أنها “أنثى بيولوجياً”.
وكان من المقرر أن تشارك خليف، صاحبة ذهبية وزن الويلتر في أولمبياد باريس 2024، في البطولة العالمية الأولى للاتحاد، المقررة في مدينة ليفربول البريطانية يوم الخميس المقبل. غير أن المحكمة رفضت، يوم الإثنين، طلباً تقدّمت به في 5 أغسطس الماضي للسماح لها بالمشاركة المؤقتة إلى حين البت في القضية الأساسية، التي لم يُحدد موعد النظر فيها بعد، وفق ما أوردته صحيفة تلغراف البريطانية.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من نفي خليف لما ورد في تصريحات مدير أعمالها السابق، ناصر يفصح، الذي صرّح لصحيفة نيس-ماتان الفرنسية بأنها “اعتزلت الملاكمة”، قبل أن يعود لاحقاً ويوضح أن حديثه كان عن توقفها عن اللعب فقط مع ناديها السابق في مدينة نيس الفرنسية.
وردّت خليف على تلك التصريحات عبر منشور على صفحتها في “فيسبوك”، واصفة إياها بـ”الكاذبة والخبيثة”، مؤكدة تمسكها بمسيرتها الرياضية واستمرارها في التدريب بين الجزائر وقطر، استعداداً للاستحقاقات المقبلة، بما فيها أولمبياد لوس أنجلوس 2028، الذي سبق أن أعلنت نيتها الدفاع عن لقبها فيه.
وكان الاتحاد الدولي الجديد للملاكمة قد أعلن في يونيو الماضي فرض نظام إلزامي لاختبارات تحديد الجنس، بهدف ما وصفه بـ”ضمان السلامة وتكافؤ الفرص بين الرجال والنساء”، ما أدى إلى استبعاد خليف من البطولة الدولية في هولندا.
وفي بيان رسمي، قال الاتحاد إنه أبلغ نظيره الجزائري بأنه لن يُسمح لخليف بالمشاركة في فئة السيدات حتى تخضع لاختبار تحديد الجنس، مبرراً القرار بـ”حماية صحتها النفسية والجسدية، وصون سلامة جميع المشاركين”، خصوصاً في ظل الجدل المثار حول مشاركتها.
وفي خضم الجدل، قدم رئيس الاتحاد، بوريس فان دير فورست، اعتذاراً عن ذكر اسم خليف علناً، مشدداً على أن خصوصيتها كان يجب أن تُحترم، وذلك بعد تسريب تقرير طبي يعود لعام 2023 يُزعم أنه يُظهر أنها “ذكر بيولوجياً”، وهو التقرير الذي تسبب سابقاً في استبعادها من بطولة العالم التابعة للرابطة الدولية للملاكمة (IBA)، قبل أن تسحب استئنافها ضد القرار حينها.
ومن الجدير بالذكر أن خليف، إلى جانب الملاكمة التايوانية لين يو-تينغ، كانتا قد مُنحتا الضوء الأخضر للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، حيث توّجتا بميداليات ذهبية، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية الدولية.
وإيمان خليف، البالغة من العمر 26 عاماً، تؤكد مراراً أنها وُلدت أنثى وتملك سجلاً حافلاً في منافسات الملاكمة النسائية على مدار سنوات، مشددة على تمسكها بحقها في الاستمرار بالمنافسة والدفاع عن إنجازاتها.