رغم الفضائح المستمرة.. حكام إسبانيا الأعلى دخلاً في أوروبا

منذ تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد “VAR”، أصبح التحكيم الإسباني موضع انتقادات من قبل الأندية أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من أن الحكام في الدوري الإسباني يتقاضون أعلى الأجور بين نظارائهم في أوروبا.

في 12 أغسطس 2018، لعب برشلونة وإشبيلية نهائي كأس السوبر الإسباني في طنجة، وهي المباراة التي دخلت تاريخ كرة القدم الإسبانية، وبشكل أكثر تحديداً، تاريخ التحكيم الإسباني. 

منذ ذلك الحين، مرت 6 مواسم ونصف، وفي كل يوم يتزايد الشعور بأن التحكيم الإسباني يمر بأسوأ لحظاته، بحسب تقرير لصحيفة “ماركا“.

أصدر ريال مدريد يوم الاثنين الماضي بياناً يدين فيه “التلاعب والغش والاضطهاد المنهجي ضده”، إلا أن الحقيقة هي أن غالبية الأندية في إسبانيا تشعر بالسخط تجاه التحكيم ولا تعرف ما يمكن توقعه من استخدام تقنية “VAR”.

الشكاوى من الكبير والصغير

الشكاوى تجاه التحكيم لا تنبع فقط من ريال مدريد أو برشلونة، بل أيضاً الأندية المتوسطة والصغيرة.

في 20 يناير، أبدى رئيس برشلونة جوان لابورتا سخطه بعد التعادل المثير للجدل أمام خيتافي، وقال: “كان التحكيم عاراً، وحقيقة أن ركلة الجزاء لم تُمنح لكوندي هي فضيحة”.

ولكن بعد 5 أيام فقط، أظهر جاجوبا أراساتي، مدرب مايوركا، إحباطه هو الآخر من التحكيم، وقال: “أنا حزين للغاية لأنني فقدت حب هذه الرياضة… في الشهر الأخير دائماً ما يكون (التحكيم) ضدنا، وعندما يكون العكس، لا تتم مراجعة القرارات أبداً. إنه يجعلني أشعر بالملل والحزن… في المباراة المقبلة لن أنظر إلى من يحكم، بل إلى من يستخدم تقنية حكم الفيديو المساعد”.

التحكيم يصل إلى الحضيض

وبحسب تقرير “ماركا”، فإن الدليل على أن التحكيم الإسباني وصل إلى الحضيض، هو الأزمة التي أدت إلى الاجتماع الطارئ الذي دعا إليه رئيس اللجنة الفنية للحكام لويس ميدينا كانتاييخو يوم الاثنين مع حكام الدرجتين الأولى والثانية.

وفي ذلك اللقاء، الذي وصفه أحد المساعدين بأنه “صعب للغاية”، أعلن ميدينا أنه سيتم فصل 9 حكام بسبب أخطائهم.

الرواتب تصل إلى 300 ألف يورو

لطالما تحدث القائمون على اللجنة الفنية للحكام أن إسبانيا لديها أفضل حكام في أوروبا، وهي تصريحات ليست نابعة من أي تصنيف من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو الاتحاد الأوروبي (يويفا) أو أي هيئة مستقلة. لكن ما يمكن تأكيده هو أنهم الأعلى أجراً.

منذ تطبيق تقنية “VAR” في عام 2018، شهدت أجور الحكام زيادة كبيرة، لدرجة أنهم على رأس جدول الرواتب مقارنة بزملائهم الأوروبيين.

في المتوسط، يحصل حكم الدرجة الأولى الإسباني، الذي يدير 20 مباراة على أرض الملعب و10 مباريات أخرى كحكم “VAR”، على حوالي 265 ألف يورو إجمالياً سنوياً.

إذا أدار الحكم مباريات دولية، فإن راتبه يرتفع كثيراً عن 300 ألف يورو اعتماداً على عدد المباريات التي يديرها في دوري أبطال أوروبا (7 آلاف يورو لكل مباراة)، أو الدوري الأوروبي (3.5 ألف يورو) أو في بطولة أوروبا (5 آلاف يورو في المرحلة النهائية، و10 آلاف يورو في التصفيات).

وبطبيعة الحال، يتحمل الاتحاد الإسباني نفقات سفرهم وفندقهم ووجباتهم، على الرغم من أن هذه الأموال تأتي في الواقع من المبلغ السنوي البالغ 33 مليون يورو الذي تدفعه أندية القسم الأول والثاني في الدوري الإسباني إلى الاتحاد الإسباني لكرة القدم لإدارة مبارياتها.