وثبة خالد الظنحاني - مصدرك الرياضي

0 تعليق ارسل طباعة

عبد الله عبد الرحمن

احترت- ولا أزال- في اختيار أجمل أهدافنا الثلاثة، التي سجلها لاعبو منتخبنا في مرمى المنتخب القطري في أولى مبارياتنا في التصفيات النهائية لكأس العالم.. أهو هدف حارب عبد الله الذي عادلَ النتيجة بعد تأخرنا، أم هو هدف خالد الظنحاني الذي به حصل تفوقنا أم هدف علي صالح الذي عزز فوزنا وكسرِعقدة جثمت زمناً على صدورنا؟ ولكن الذي استوقفني هو حينما اتجه مدافع منتخبنا الوطني المتألق خالد الظنحاني إلى جمهور الأبيض- بعد تسجيله الهدف- وهو يشير بسبابتيه إلى الأرض وكأنه يقول «نحن لا نزال هنا».. ثم وثب وثبة عالية ملوّحاً بيده قائلاً: «يس»/«(نعم)».. وقفتي المتأملة معه كانت من النقلة الأولى من استلامه الكرة إلى انتهاء احتفاله بهدفه مع رفاق دربه.. هذا المشهد هيّجَ فيّ مشاعر جمة وأحاسيس جياشة.. وكأنني بخالد -بلسان حاله ولسان حال زملائه- يقول لنا:
نحن معاشر شباب الأبيض هنا في هذه التصفيات منافسون شرسون، لدينا العزيمة الصلبة والإرادة القوية والهمة العالية، سنعطي كل ما بوسعنا لتحقيق حلم طال انتظاره.
نحن فرسان منتخبنا هنا.. وإن كنا لا نعلم إن كان المآل التأهل أم لا.. ولكننا سنبذل من أجل الوطن دماءنا قبل عَرَقِنا.. أكان ذلك في المرحلة الأولى -هو ما نؤمّل له ونسعى- أو في المرحلة الثانية أو حتى المرحلة الأخيرة (الملحق).. ولن تروا مِنّا في جميع مبارياتنا -يا جماهيرنا- إلا ما يبهج الخاطر ويسر الناظر بإذن الله ثم بوقفتكم الصادقة معنا.
نحن هنا على العهد والوعد، لكي نكتب تاريخاً مجيداً لوطننا مرصعاً بالفَخَار وموشحاً بالانتصار، وبعون الله يُكتب لنا الصعود ثانيةً إلى المونديال.. ونرفع علم دولتنا كي يرفرف عالياً خفاقاً بالعز والمجد، هناك في سماء أقوى البطولات العالمية.
نحن هنا معكم يا جماهير أبيضنا.. خطوة بخطوة، نتقبل نقدكم الهادف ومديحكم الصادق.. وفي الوقت ذاته نناشدكم الصبر الجميل علينا وعدم استعجال الثمر منّا، لأننا جميعاً، احتياطيين وأساسيين، ندرك عظم المسؤولية على عاتقنا والحمل الثقيل الذي على كاهلنا، ويحدونا كما هو لديكم أمل الصعود إلى المونديال.
ختاماً أقول.. منتخباتنا وعلى رأسها منتخبنا الأول هي عشقُنا ومنازلُ من نهوى.. ومهما كان تعلّق الواحد منا بناديه المحلي أو فريقه العالمي.. يبقى المنتخب هو الأصل، وما سواه فرع.. فالصبرَ الصبرَ على الثُلّة الشابة الطموحة إلى نهاية آخر ثانية من آخر مباراة له في هذه التصفيات الحاسمة لتحقيق التأهل بإذن الله.. وليكنْ شعار عاشقِ الأبيض قول الشاعر:
تَركْتُ هوى ليلى وسُعدى بمعزِلِ وعُدتُ إلى مَصحوبِ أولِ منزلِ
ونادتنِيَ الأشواقُ مَهلاً فهذِهِ منازلُ من تَهوى رويْدَكَ فانزلِ.

أخبار ذات صلة

0 تعليق