محمد بن ثعلوب الدرعي
بعد عطاء دام ثلاثة عقود ومسيرة رائعة في إسبانيا، وضع أندرياس إنييستا الملقب بالرسام حداً لمسيرته وهو في عمر ال40، وبإعلان اعتزاله اللعب نهائياً تطوى صفحة ناصعة في تاريخ كرة القدم، مع لاعب من الصعب أن يتكرر وموهبة قلما تنجب كرة القدم مثيلاً لها.
يحظى إنييستا بكثير من الإعجاب والتقدير، حتى من قبل ألد خصوم نادي برشلونة، ويصفه الكثيرون بأنه أفضل لاعب في تاريخ إسبانيا، وقد سجل إنييستا أهم هدف في تاريخ الإسبان ما منحه لقبه الوحيد في كأس العالم عام 2010.
تخرج إنييستا في أكاديمية لاماسيا الشهيرة التي انضم إليها بعمر 12 عاماً، وخاص كلاعب نحو 700 مباراة مع برشلونة في مسيرة امتدت 16 موسماً مع الفريق الأول، قبل أن ينهي مشواره مع الفريق الكتالوني مودعاً ملعب كامب نو محققاً ثنائية الدوري والكأس، وانضم إلى نادي فيسيل كوبي الياباني وأحرز معه لقب الدوري في 2023، قبل أن يختتم مسيرته مع نادي الإمارات حيث كانت آخر محطة توقف عندها اللاعب.
لعب إنييستا دوراً أساسياً في جيل إسباني مذهل أحرز كأس أوروبا مرتين عامي 2008 و2012، وبينهما كأس العالم الوحيدة في تاريخ إسبانيا في 2010، وكان أحد أضلاع ثلاثي خط الوسط إلى جانب تشافي وبوسكيتس، وكان بمثابة مفتاح فوز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات ولقب الدوري الإسباني 9 مرات والكأس المحلية 6 مرات، محققاً ما مجموعه 32 لقباً في مسيرته مع الفريق الكتالوني، واشتهر إنييستا بتواضعه وأناقة لعبه، بالإضافة إلى إبداعه على المستطيل الأخضر، كما أنه لم يبحث يوماً عن لفت الأنظار وإثارة الجدل من حوله.
النجاح اللافت الذي حققه أحد أبرز نجوم الألفية على مستوى العالم، لم يكن سهلاً ولم يأتِ من فراغ، بل كان مليئاً بالصعاب، إذ اضطر إلى الابتعاد عن عائلته التي تقيم في مقاطعة تبعد 500 كلم، وكان يبكي كل يوم وهذا ما دونه في مذكراته في كتاب أسماه «الفنان» تحدث فيه عن وحدته وشعوره بالوحدة والعزلة.
قد يكون إنييستا اللاعب الوحيد الذي اجتمعت إسبانيا على محبته، وهو الذي سجل أهم هدف في حياة كل إسباني، لذا من الصعب نسيان بصمات لاعب من الصعب أن يتكرر.
0 تعليق