أعاد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تنظيم بطولة كأس العالم للأندية بتوسيع المنافسة لتشمل 32 فريقاً، مع جوائز مالية ضخمة في الأدوار الاقصائية وأرباحاً مميزة للمشاركين في دور المجموعات، بفضل وصول عدد كبير من الرعاة، في مقدمتهم بنك أمريكا وشبكة دازن وغيرها من الشركات الرائدة في مجالات مختلفة.

سيطر على تفكير مسؤولي الأندية ازدحام جدول مباريات كرة القدم، إلا أن العوائد المالية القادمة من نسخة مونديال الأندية 2025 ستُغير من دون شك النظرة الناقمة وستقلل من حدة الانتقادات.

الشعور بالفخر العالمي والمنافسة على الكأس الذهبية البراقة التي ابتكرتها شركة المجوهرات الفاخرة تيفاني آند كو؛ مجرد أمور فرعية الآن، فهناك الكثير من الجوائز المالية التي ستسيل لعاب الأندية لتحقيق التفوق القاري على أمل حجز مكان في البطولة المقرر إقامتها كل 4 أعوام.

وأُطلقت كأس العالم للأندية لأول مرة عام 2000 كبطولة تضم ثمانية فرق، وأُعيد إطلاقها من قبل الفيفا في عام 2005 بمشاركة الاتحادات القارية الستة للفيفا وفريق واحد من الدولة المضيفة.

ومع ذلك، تم إعادة هيكلة البطولة بتوسيع نطاق التنافس في نسخة عام 2025 من قبل رئيس الفيفا المثير للجدل جياني إنفانتينو، لستشهد تنافس 32 فريقًا من جميع أنحاء العالم على لقب أبطال العالم خلال حدث يستمر لمدة شهر في الولايات المتحدة بالفترة بين 15 يونيو و13 يوليو 2025.

وإذا كان ناديك يشارك في تلك النسخة الافتتاحية للبطولة الموسعة، بالطبع أنت تتساءل عن الذي قد يستفيده فريقك منها – بصرف النظر عن زيادة خطر الإصابات وانهاكه بالفعل-، لكنك ستكشف في هذه المقالة عن المبلغ الذي يمكن أن يجمعه ناديك من المشاركة، وقيمة الترشح لكل مرحلة حتى الفوز بالبطولة بأكملها.

وسنقارن أرباح كأس العالم للأندية بإيرادات البطولات الكبرى الأخرى، ومن هنا ستكتشف ما ستبحث عنه الأندية للاستثمار في ملاعبها أو ضم مهاجم جديد لامع من الطراز العالمي.

ما إجمالي مجموع جوائز كأس العالم للأندية 2025؟

الخبر الكبير حول إعادة هيكلة بطولة كأس العالم للأندية، هو مضاعفة الفيفا لأرباحها المالية بعد أن كانت جوائز البطولة في عام 2023 لا تتجاوز الـ 16 مليون دولار أميركي.

ارتفع إجمالي الجوائز المالية إلى 2.65 مليار دولار، ما سيجعل كأس العالم للأندية واحدة من أكثر البطولات ربحية في كرة القدم العالمية.

كيف ستوزع الأموال على الفرق الـ 32؟

سيحصل كل فريق من الفرق الـ 32 المشاركة على حوالي 50 مليون دولار لحضوره في البطولة، وستكون هناك مكافآت إضافية تعتمد على النتائج.

في الوقت نفسه، سيحصل الفائز بلقب البطولة على جائزة منفصلة قدرها 100 مليون دولار، وهذا بعيد كل البعد عن النسخ السابقة من البطولة عندما حصل الفائزون على 5 ملايين دولار، والوصيف 4 ملايين دولار، مع 2.5 مليون دولار لصاحب المركز الثالث “الميدالية البرونزية، ومليوني دولار لصاحب المركز الرابع، و1.5 مليون دولار للخامس ومليون دولار للسادس.

ولم يتم نشر التفاصيل الدقيقة لكيفية تخصيص أموال البطولة في نسخة عام 2025 حتى الآن، من قبل الفيفا.

لكن الأندية الكبرى قد تلقت في السابق تأكيدات بأن عائدات المشاركة قد تصل إلى 80 مليون دولار، ولهذا حصل فيفا على موافقات رسمية منهم للتواجد في البطولة، خاصةً لأكبر معارض “ريال مدريد” بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز صاحب المشروع الانفصالي الغامض غير المكتمل “دوري السوبر الأوروبي”.

افتقار فيفا إلى الوضوح في الأمور المالية، لا شك أنه يضيف المزيد من الغموض الذي يُحيط بالفعل بهذه النسخة الجديدة من مونديال الأندية، فلا تزال العديد من التفاصيل غير واضحة المعالم، حيث يبقى تمويل البطولة في طور التحضير حالياً، لكنه مع الوقت سيكتمل بوصول الفيفا لعدد معين من الرعاة والشركات الداعمة للبطولة حديثة العهد.

ماذا فعل الفيفا؟

فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مناقصة للحصول على حقوق بث تلفزي للبطولة في يوليو 2024 بعد تقارير تفيد بانهيار المحادثات مع شركة آبل.

وبعد سلسلة من العروض استقر فيفا على منح شركة دازن العالمية حقوق نقل البطولة وتوزيع المباريات على الراغبين في بثها.

وكان رئيس الفيفا إنفانتينو يبحث عن رقم أقرب إلى 4 مليارات دولار، إلا أن آبل لم تفعل.

ويُقال أن عرض دازن للنقل التلفزيوني تجاوز المليار دولار بكسور قليلة، حيث أن العرض المرفوض لشركة آبل قد بلغ بالفعل مليار دولار.

مقارنة بين جوائز مونديال الأندية والبطولات الأخرى؟

كان الفيفا جريئًا للغاية في جعل جائزة الفائز 100 مليون دولار هو الأكبر في كرة القدم العالمية.

في موسم 2023-24، حصل ريال مدريد على 89 مليون دولار فقط بعد فوزه بكل مباراة على طول طريقه ليصبح فائزًا بدوري أبطال أوروبا للمرة ال15 في التاريخ.

ويشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) كان قد رفع قيمة جوائزه من 2.19 مليار دولار إلى 2.71 مليار دولار لموسم 2024-2025 في دوري أبطال أوروبا، ربما استجابة للمنافسة مع كأس العالم لكرة القدم.

وبالمقارنة، جمع فريق بوتافوغو البرازيلي الفائز مؤخراً بكأس ليبرتادوريس لأميركا الجنوبية مبلغ 31.340.000 دولار أمريكي.

وشمل هذا الرقم 23 مليون دولار للفوز بالمباراة النهائية ضد أتليتكو ​​مينيرو، فيما وصفه رئيس اتحاد كرة القدم في أمريكا الجنوبية بأنه “المباراة الأعلى أجراً في العالم”.

من حيث الدوريات الوطنية، يشتهر الدوري الإنجليزي الممتاز بكونه الأكثر ربحية في اللعبة، حيث حصل مانشستر سيتي الفائز على 79 مليون دولار في الموسم الماضي.

لماذا تعتبر أموال الجوائز مهمة للأندية؟

لدى كأس العالم للأندية منتقدوها بسبب الضغط الذي ستفرضه المباريات الإضافية على الصحة البدنية والذهنية للاعبين، لكم أموال البطولة ستجذب ملاك الأندية، لأنها العائدات سوف تساعد الأندية الكبرى على الاستثمار في بنيتها التحتية وجذب أفضل اللاعبين.

لكن إحدى النوايا الرئيسية للفيفا هي المساعدة في توزيع الأموال على الأندية الأصغر في جميع أنحاء العالم لمساعدتهم على منافسة كبار أوروبا مستقبلاً.

بخلاف الفرق الأوروبية الـ 12، ستضم البطولة العالمية 6 أندية من أمريكا الجنوبية، وستحصل إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والوسطى على 4 مقاعد، وستُمنح أوقيانوسيا مقعدًا واحدًا.

وفي الوقت نفسه، تم تخصيص المكان الأخير للولايات المتحدة كدولة مضيفة. ومن المثير للجدل أن هذا المكان تم تخصيصه لنادي إنتر ميامي على أمل أن يتألق ليونيل ميسي ويعطي البطولة المزيد من الزخم الجماهيري والاقتصادي.