رغم مرور 3 سنوات، لا تزال آثار الرحيل الصادم للأسطورة ليونيل ميسي عن برشلونة متعمقة في قلوب عشاق النادي الكتالوني، وظهرت بعض الأسرار الجديدة التي توثق الحدث، وتدين رئيس النادي جوان لابورتا وتشير بصورة مفاجئة للعب فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد لدور خفي في رحيل “ليو”.

صحيفة “سبورت” الكتالونية كشفت عن كواليس واحدة من أكبر صدمات كرة القدم حين أعلن موقع برشلونة على الانترنت رحيل هدافه التاريخي وسط ذهول الجميع.

الصحيفة أوضحت أن ميسي كان في طريقه لتجديد عقده مع برشلونة، ووصل للمدينة من أجل التوقيع يوم الخامس من أغسطس 2021، لكنه أُبلغ بعدم إمكانية تنفيذ ذلك، ليودع النادي والجماهير باكياً يوم الأحد التالي. 

بداية القصة حين تعهد لابورتا عند انتخابه رئيساً للنادي بالإبقاء على ميسي، وتوصل لاتفاق شفهي مع النجم الأرجنتيني، وكان من المنتظر أن يمول عملية التجديد عبر اتفاق شركة “سي.في.سي” مع رابطة الدوري الإسباني لبيع 10% من الحقوق التلفزيونية خلال 50 عاماً، ما سيوفر 2.1 مليار يورو على الفور للأندية لدفع الرواتب والاستثمار في البنية التحتية.

لكن انهيار الاتفاق أدى إلى رحيل ميسي إلى باريس سان جيرمان بعد أن قضى 18 عاماً في برشلونة.

اجتماع سري

رئيس رابطة الليغا خافيير تيباس شرح شروط اتفاق “سي.في.سي” خلال اجتماع سري مع لابورتا في يوليو، وكان من المفترض أن يبلغ بقية الأندية في وقت لاحق.

فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد علم بالاتفاق وتواصل مع رئيس “سي.في.سي” خافيير دي خايمي، ولم يكن قد تم إخطاره بالاتفاق سابقاً، وكان يرتبط بأعمال مع الشركة ما جعله في موقف قوة.

لم يجد بيريز مكاسب لريال مدريد في هذا الاتفاق، وطلب من المدير العام للنادي خوسيه أنخيل سانشيز معرفة إن كان برشلونة على علم بالاتفاق، واتصل بنظيره في كامب نو فيران ريفيرتر لشرح صعوبة شروط الاتفاق.

ريفيرتر لم يكن على علم بالاتفاق، لأن لابورتا أجرى الاجتماع مع تيباس بمفرده دون إبلاغ الآخرين، وكان يريد الكشف عنه بمجرد توقيع ميسي.

خيانة 

تواصل ريفيرتر مع خوسيه إلياس ممول مجلس لابورتا، والذي كان من شروط دعمه لانتخاب رئيس النادي مقابل 40 مليون يورو، إبلاغه بأي صفقة قد تؤثر على ضمانه للمجلس.

لابورتا اعتبر تواصل ريفيرتر مع إلياس خيانة له، وقرر طرده من النادي، وهو ما أصبح رسمياً في فبراير 2022، فيما غضب إلياس من فكرة الاتفاق وحذر لابورتا بأنه سيسحب 40 مليون يورو من الضمان فوراً إذا وقع الاتفاق مع “سي.في.سي”.

شعر لابورتا بأنه مكبل الأيدي ولم يكن لديه أي بديل مالي، ورأى بعينه نهاية حقبة ميسي الذهبية.

في هذه الأثناء كان خورخي ميسي، والد ووكيل أعمال اللاعب، أبلغ لابورتا بأن المال ليس عائقاً في بقاء نجله، لكن لابورتا أدرك أنه لا مجال للتجديد بعد انهيار صفقة “سي.في.سي”.

ميسي والمقربون منه شعروا بخيانة لابورتا، وظنوا أن خروجه من النادي ليس له علاقة بالأسباب المالية.