تتوقف كرة القدم في أوروبا في الأيام الأخيرة من ديسمبر بسبب فترة عيد الميلاد، ما عدا في إنجلترا وهو ما يجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

وأصبح “بوكسينغ داي” من علامات الدوري الإنجليزي، وهو يوم 26 ديسمبر، فما سبب التسمية؟

يعود الاسم إلى توزيع التبرعات على الفقراء، وانتقل إلى كرة القدم ليصبح بمثابة احتفال للجماهير في اليوم التالي لعيد الميلاد.

وأفردت صحيفة “ليكيب” الفرنسية تقريراً عن لماذا يحب الفرنسيون السفر إلى لندن في تلك الفترة.

وقال التقرير إن السياح الفرنسيين يبحثون عن تذاكر المباريات بشغف، فهم يستقلون القطار في اليوم التالي لعيد الميلاد من فرنسا إلى إنجلترا لحضور المباريات.

وأظهر استطلاع رأي سريع أن هناك عددا لا بأس به من الأجانب الذين يسافرون لقضاء العطلة في لندن، وأيضا الكثير من المشجعين الفرنسيين لكرة القدم الإنجليزية.

ووفقاً للقنصلية الفرنسية في لندن، يعيش ما يقرب من 145 ألف فرنسي في لندن، وهو بلا شك لا يغطي عدد السكان الحقيقي.

ويقول ستيفان جاي الصحفي في “ليكيب”: “في الواقع، يتم التحدث باللغة الفرنسية في كل زاوية من الشوارع، إنها لحظة كرة قدم سحرية، وتجربة كرة قدم فريدة من نوعها، يمكنك تجربتها مرة واحدة في حياتك. ليس بالضرورة في الأندية الكبيرة على أي حال. خلال هذه الأيام، نشعر بأن البلد متحد. بالنسبة لي، الملاعب الإنجليزية خلال العطلات هي أوقات عائلية، وخلال العطلات تجتمع العائلات معاً”.

وتذكر جاي “قمت بدعوة مدربين للحضور والتعليق على مباريات في إنجلترا، وقد أحبوا ذلك. وقد قبل روجيه لومير، وكريستيان جوركوف، وباسكال دوبرا، وآلان بيرين”.

أرسنال “الفرنسي”

ساهمت فترة عيد الميلاد في تغيير مسيرة أرسين فينغر عندما سافر لزيارة أرسنال خلال عمله في موناكو.

والتقى فينغر بزوجة ديفيد دين نائب رئيس أرسنال، التي أرسلت هذه الرسالة على الفور إلى زوجها، ثم رئيس النادي.

وفي نفس المساء، قامت عائلة دين بدعوة فينغر لتناول العشاء، ومنذ هذه اللحظة نشأت صداقة بين الطرفين إلى أن تولى المدرب الفرنسي تدريب أرسنال في 1996.

ومع انتقال فينغر لتدريب أرسنال، ومن بعده مجموعة اللاعبين الفرنسيين، أصبحت فترة عيد الميلاد جاذبة للجماهير الفرنسية.

ووجد السياح الفرنسيون صعوبة في شراء تذاكر المباريات في “بوكسينغ داي”، ويتم طرح نفس السؤال “هل تستطيع الحصول على التذاكر؟”.

ويتذكر جيل غريماندي “الجميع أراد أن يأتي ويشاهد أرسنال، وجميع أصدقائي أرادوا زيارة أرسين. في مباراة عادية، كانت لدينا فرصة ضئيلة لقول نعم، لكن في مباراة كبيرة، حتى أرسين لم يتمكن من فعل ذلك”. 

الأمر أصبح أكثر صعوبة

وأصبح الأمر أكثر صعوبة في الوقت الحالي، وهو ما يدفع الفرنسيون لحضور مباريات في الدرجات الأدنى من الدوري.

وما يشتهر به مشجعو كرة القدم في لندن هو الذهاب لرؤية كوينز بارك رينجرز، أو ميلوول، أو حتى تشارلتون، في أقصى الشرق.

ولمشاهدة مباراة ديربي كوينز بارك رينجرز وواتفورد في الأول من يناير، وهي المباراة الأولى، فما عليك سوى زيارة الموقع الإلكتروني للنادي للعثور على التذاكر بسعر 36 جنيهاً إسترلينياً.

وأمس الجمعة، بلغ سعر مباراة أرسنال وإيبسويتش تاون على مواقع إعادة بيع التذاكر أكثر من 150 يورو.

لكن الأهم من شراء التذكرة، وهو إقناع رجال الأمن بأنك تشبه المشتري الأصلي للتذكرة والذي قام بوضع صورتك على البطاقة، لكن مع القبعة والوشاح والجو البارد فيمكن أن تنجح في ذلك.