قرر ديدييه ديشان مدرب منتخب فرنسا إنهاء حقبته مع “الديوك” بعد نهاية كأس العالم 2026، عقب قضاء 13 عاماً في المنصب تقريباً.

وخلال فترته قاد ديشان فرنسا للفوز بكأس العالم 2018، بينما خسر نهائي نسخة 2022 أمام الأرجنتين في قطر، كما خسر نهائي بطولة أوروبا على أرضه أمام البرتغال في 2016، لكنه توج بدوري الأمم الأوروبية 2021.

ديشان خاض الكثير من الصراعات خلال فترته الطويلة منذ خلافة لوران بلان في 2012، سردت صحيفة “ليكيب” 7 معارك منها.

النجاة أمام أوكرانيا

في نوفمبر 2013 اضطرت فرنسا لخوض ملحق ضد أوكرانيا للتأهل لكأس العالم بالبرازيل، وكانت مباراة الذهاب صادمة بالخسارة 2-0 في كييف، لتصبح بطلة العالم السابقة على حافة الغياب عن النهائيات.

وانتفضت فرنسا في الإياب لتنتصر 3-0 بهدف كريم بنزيما وثنائية مامادو ساكو، وبفضل هذه النتيجة جدد الاتحاد عقد ديشان حتى يورو 2016.

ضربة هوملز

في يونيو 2014 ودعت فرنسا كأس العالم بالبرازيل من ربع النهائي على يد ألمانيا بهدف المدافع ماتس هوملز في الدقيقة 12.

لم تتمكن فرنسا من التعافي من الهدف المبكر طيلة اللقاء، ورغم الإقصاء والحزن العميق حافظ ديشان على منصبه.

صاروخ إيدر

بدت فرص فرنسا قوية في التتويج بيورو 2016 على أرضها خاصة بعد خروج كريستيانو رونالدو مصاباً في الشوط الأول بالنهائي في 10 يوليو 2016.

وسدد أندري بيير جينياك مهاجم فرنسا في القائم بالوقت الإضافي قبل أن تأتي الصدمة بقدم البديل المغمور إيدر بتسديدة صاروخية من مسافة 25 متراً ليهدي البرتغال لقبها الأول بالمسابقة ويُبكي فرنسا بأكملها، ورغم الصدمة جدد الاتحاد الفرنسي الثقة في ديشان من أجل مونديال 2018.

المجد في روسيا

صعد ديشان سلم المجد أخيراً على أرض روسيا بالفوز بكأس العالم، لينضم إلى البرازيلي زاغالو والألماني فرانز بيكنباور في التتويج بالكأس الأغلى بصفتي اللاعب والمدرب.

وفي أول ظهور لكيليان مبابي ببطولة كبرى كانت فرنسا مبهرة في أدوار خروج المغلوب بالتغلب على الأرجنتين 4-3، ثم أوروغواي 2-0، وبلجيكا 1-0، قبل الهيمنة في النهائي أمام كرواتيا والانتصار 4-2 في 15 يوليو 2018.

عودة بنزيما ومفاجأة سويسرا

في يورو 2021، التي تأجلت لمدة عام بسبب جائحة كورونا، عاد بنزيما للمنتخب بعد غياب 5 سنوات عقب مزاعم تورطه في مشكلة أخلاقية، وتصدرت فرنسا مجموعة الموت على حساب ألمانيا (هوملز سجل بالخطأ في مرماه لسخرية القدر) والبرتغال والمجر.  

كانت فرنسا مرشحة للتفوق على سويسرا في دور 16، لكن الصدمة كانت الخروج بركلات الترجيح عقب التعادل 3-3 في الوقت الإضافي، وأهدر مبابي ركلة حاسمة.

رصاصة الرحمة في الدوحة

في غياب أسماء بارزة مثل بنزيما ونغولو كانتي وبول بوغبا صمدت فرنسا حتى بلوغ نهائي كأس العالم عقب التفوق على المغرب في نصف النهائي.

وتجاوزت فرنسا شوط أول سيء في النهائي أمام الأرجنتين لتنهي المواجهة بالتعادل المثير 3-3 بعد وقت إضافي بفضل “هاتريك” مبابي، وأهدر راندال كولو مواني انفراد في اللحظات الأخيرة، قبل أن يحسم ليونيل ميسي ورفاقه اللقب في قطر بركلات الترجيح.

الدرس الإسباني

صمد ديشان في منصبه خلال يورو 2024، ورغم الأداء الباهت، في ظل إصابة مبابي القوية بكسر في الأنف، نجحت في الوصول للمربع الذهبي، وتقدمت على إسبانيا بهدف كولو مواني المبكر، لكن لامين يامال وداني أولمو قادا انتفاضة سريعة للإسبان الذين توجوا باللقب في النهاية عن جدارة.

في كل صدمة لفرنسا كانت الأنظار تتجه إلى زين الدين زيدان لخلافة ديشان، لكن زميل الملاعب السابق صمد بسبعة أرواح، وسيظهر في كأس العالم للمرة الرابعة كمدرب عندما تقام النسخة المقبلة في أميركا وكندا والمكسيك.