شهد عام 2024  صعود العديد من المدربين الجدد الذين ناطحوا الكبار في هذا المجالي مثل كارلو أنشيلوتي وبيب غوارديولا وغيرهما. 

دوّن بعضهم بالفعل اسمه في خانة الألقاب، والبعض الآخر حقق أرقاماً مُبهرة لكنّه ما زال في انتظار ارتقاء منصات التتويح.

نرصد في هذا التقرير أبرز 10 مدربين خطفوا الأضواء في 2024 في أوروبا

1 – أرني سلوت

كانت الرؤية سوداوية لدى جمهور ليفربول بعد الوداع الحزين للمدرب المحبوب يورغن كلوب بعد 9 سنوات في أنفيلد، خاصة بعد اختيار الهولندي سلوت لخلافته، حيث كان مدرباً مجهولا للغالبية، وكان خياراً ثالثاً للنادي الإنجليزي بعد التفاوض مع تشابي ألونسو ثم روبن أموريم.

فاق سلوت كل التوقعات بعد أن تصدر الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا باقتدار مع نهاية العام. قدم الفريق تحت قيادته أداءً مميزاً رغم أن النادي لم يدعم تشكيلته بالشكل المنتظر في الميركاتو.

سيفرض سلوت نفسه بالتأكيد ضمن أساطير مدربي ليفربول إذا أنهى الموسم بنفس الطريقة الرائعة التي سار بها في النصف الأول.

تشابي ألونسو

في أواخر سنوات النجم الإسباني بالملاعب توقع كثيرون أن يصبح مدرباً جيداً، ومنهم مورينيو، بسبب تمتع لاعب الوسط برؤية ثاقبة داخل الملعب وبشخصية قيادية.

كان ألونسو، نجم ليفربول وريال مدريد وبايرن ميونيخ السابق، عند حسن الظن، وبدأ مسيرته التدريبية بإنجاز تاريخي بقيادة باير ليفركوزن لأول لقب له بالدوري الألماني في تاريخه ودون أي هزيمة لينهي احتكار بايرن الذي دام 11 عاماً.

ألونسو كان قاب قوسين من المجد القاري، لكنه خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام أتالانتا الإيطالي، وظن الجميع أنه سينتقل لتدريب ليفربول أو بايرن أو ريال مدريد، لكنه قرر بشكل مفاجئ مواصلة التحدي مع ليفركوزن لعام آخر، بينما ظل اسمه ضمن المرشحين لجائزة أفضل مدرب في العالم. 

إنزو ماريسكا

كان اختيار ماريسكا لتدريب تشيلسي مفاجأة لجماهير النادي اللندني عقب رحيل ماوريسيو بوتشيتينو، واُعتبر غير لائق لتدريب فريق من النخبة في أوروبا بعد أن جاء من الدرجة الثانية، حيث ساعد ليستر سيتي في العودة للدوري الممتاز، وقبلها كانت له تجربة وحيدة مع بارما الإيطالي.

ماريسكا اكتسب دهاءً خططياً من عمله مساعداً لغوارديولا في مانشستر سيتي، وأبهر الجميع في موسمه الأول مع تشيلسي، ونجح في الوصول للمركز الثاني في الدوري حالياً، كما انتصر في كل مبارياته بدوري المؤتمر الأوروبي، مع الاعتماد على تشكيلتين مختلفتين في المسابقتين.

روبن أموريم

حقق أموريم نجاحاً باهراً مع سبورتنغ لشبونة وأعاد له لقب الدوري البرتغالي بعد غياب 19 عاماً في 2020-2021، واحتل الوصافة في الموسم الماضي، وغادر الفريق بعد تحقيق علامة النجاح الكاملة في أول 9 جولات، والأهم كان اكتساح مانشستر سيتي 4-1 في دوري أبطال أوروبا.

راهن عليه مانشستر يونايتد للعب دور المنقذ بعد معاناة مع إريك تن هاغ، خاصة بعد أن اكتسح غوارديولا في دوري الأبطال، لكنه عانى في أسابيعه الأولى في أولد ترافورد ويبدو أنه بحاجة إلى وقت لترميم الفريق. 

5 – هانزي فليك

بخلاف الأسماء السابقة التي توهجت لأول مرة في 2024، صنع فليك سيرة قوية بالفعل خلال قيادة بايرن ميونيخ وتوج معه بدوري الأبطال في 2020، لكنه أعاد إحياء مسيرته هذا العام مع برشلونة بعد فترة سيئة مع منتخب ألمانيا شهدت أرقاماً قياسية سلبية ليغادر منصبه قبل يورو 2024.

فليك انطلق بقوة مع برشلونة بعد خلافة تشافي هرنانديز وتصدر الدوري الإسباني بعد سلسلة رائعة بالتزامن مع تفوقه في دوري الأبطال، وسحق ريال مدريد وبايرن في مباراتين متتاليتين بـ8 أهداف، بفضل التنفيذ المحكم لمصيدة التسلل.

لكن برشلونة انهار في الشهرين الأخيرين بعد أن أجاد المنافسون اختراق التسلل، فضلاً عن ضعف مقاعد البدلاء والتراجع البدني، لينهي العام بالمركز الثالث في الليغا بعد سلسلة هزائم، ورغم ذلك يراهن النادي الكتالوني على المدرب الألماني في قيادة المشروع الشاب للنجاح.

 تياغو موتا

لاعب الوسط الإيطالي-البرازيلي لفت الأنظار في بداية قصته التدريبية مع ناشئي باريس سان جيرمان بأفكاره الثورية، وسرعان ما تحول إلى ظاهرة في إيطاليا أثناء تدريب بولونيا، وقاد الفريق لأفضل مركز له على الإطلاق، الخامس، بالدوري والتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي.

هذا النجاح المبهر دفع يوفنتوس للرهان على موتا لقيادته هذا الموسم بحثاً عن أداء ممتع وعودة للمنافسة على الدوري بعد فترة ترنح مع ماسميليانو أليغري.

لم يكن النصف الأول مثالياً لموتا، لكنه قريب من المربع الذهبي وهو الهدف الرئيسي للفريق للعودة للمنافسات الأوروبية، مع إمكانية المنافسة على كأس. 

فينسنت كومباني

المدافع البلجيكي الصلب وقائد مانشستر سيتي السابق دخل مجال التدريب سريعاً بعد اعتزاله وترك بصمة جيدة مع أندرلخت، ثم قاد بيرنلي إلى الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز وقضى معه الموسم التالي.

كومباني نال إشادة بسبب أسلوب لعبه الجمالي، لكن النتائج لم تخدمه وعاد بيرنلي للدرجة الثانية سريعاً.

وفاجأ بايرن ميونيخ الجميع بتعيين كومباني مدرباً لخلافة توماس توخيل بعد فشل التعاقد مع عدة مرشحين قبله، لكنه نفذ المطلوب حتى الآن بتصدر الدوري في النصف الأول مع هزيمة واحدة فقط، ويقترب من التأهل لدور الـ16 بدوري الأبطال.

أوناي إيمري

اسم لامع بالفعل في عالم التدريب فاز بالدوري الأوروبي 4 مرات ضمن ألقاب عديدة مع إشبيلية وباريس سان جيرمان وفياريال، لكنه عام 2024 شهد إنجازاً تاريخياً له مع أستون فيلا.

لم تكن تجربته الأولى في إنجلترا مبهرة مع أرسنال، لكنه قاد أستون فيلا للمركز الرابع في الدوري الممتاز والتأهل لدوري أبطال أوروبا لأول مرة.

يمكن تقدير إنجاز إيمري عند معرفة أن الفريق كان يلامس منطقة الهبوط حين تولى المسؤولية خلفاً لستيفن جيرارد، ولا يزال متمسكاً بالبقاء في المربع الذهبي بالموسم الحالي.

 أندوني إيراولا

المدرب الإسباني الواعد لفت الأنظار بتألقه مع بورنموث في الموسم الحالي، إذ يحتل المركز الخامس بعد أن اكتسب صفة “قاهر الكبار” بفوزه على مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام، بينما خسر من تشيلسي بهدف قاتل.

إيراولا يشكل حلقة جديدة من سلسلة المدربين الإسبان الناجحين والمعتمدين على أسلوب الضغط العالي، ويبدو في طريقه لإكمال موسم تاريخي مع بورنموث.

ميغيل سانشيز

كان جيرونا مفاجأة أوروبا في الموسم الماضي بعدما تصدر الدوري الإسباني لفترة طويلة قبل أن يخطف ريال مدريد اللقب، ويتراجع الفريق الكتالوني الصغير للمركز الثالث بعد مغامرة المدرب سانشيز ولاعبيه.

جيرونا كاد يكرر معجزة ليستر سيتي بعد فترة قصيرة من صعوده للدرجة الأولى، ويرجع الفضل لسانشيز الذي بنى فريقاً قوياً وتأهل لدوري الأبطال لأول مرة في تاريخ النادي.

يواجه جيرونا صعوبة لتكرار مغامرته هذا الموسم بسبب ضغوط مشاركته في دوري الأبطال، فضلاً عن بيع لاعبين مميزين مثل أرتيم دوفبيك هداف الليغا في الموسم الماضي الذي انتقل لروما.