بداية فاترة، ورقصة طريفة، وإنجاز استثنائي، ثم انفصال هادئ.. هكذا يمكن تلخيص مسيرة بيرسي تاو مع الأهلي المصري التي انتهت بعد أقل من 4 سنوات متقلبة.

انضم الجناح الجنوب إفريقي إلى الأهلي في 2021 وسط ترقب جماهيري وإعلامي بعد جلب لاعب سابق بالدوري الإنجليزي الممتاز، حيث تعاقد معه بطل مصر من برايتون أند هوف ألبيون بعد فترات إعارة في بلجيكا آخرها مع أندرلخت.

وبدت فرص تألقه كبيرة في وجود مواطنه بيتسو موسيماني، الذي كان مدربه في ماميلودي صن داونز خلال إنجاز التتويج بدوري أبطال إفريقيا 2016 على حساب الزمالك.

انطلاقة تاو كانت بطيئة مع العملاق القاهري، وعانى من مشاكل بدنية وتعرض لكثير من الانتقادات. كان مرشحاً للرحيل مبكراً، خاصة بعد مغادرة موسيماني، بداعي عدم تركه بصمة كبيرة مع الفريق وحصوله على راتب ضخم.

رغم ذلك، حافظ تاو على ابتسامته وروحه الإيجابية وعلاقته الجيدة مع زملائه والجماهير، خاصة بسبب طريقة احتفاله المرحة بأهدافه برقصة طريفة.

في موسمه الأول سجل تاو 8 أهداف في 35 مباراة بجميع المسابقات بجانب 6 تمريرات حاسمة.

ميسي تاو

كشف تاو عن وجه مغاير بعد وصول المدرب السويسري مارسيل كولر في أواخر 2022، وتحول إلى عنصر مؤثر وسلاح هجومي خطير، حتى بات يلقبه كثيرون “ميسي تاو”.

ومن لاعب غير مرغوب فيه ارتقى تاو لنيل جائزة أفضل لاعب داخل إفريقيا في 2023 بعد أن لعب دوراً محورياً في تتويج الأهلي بدوري الأبطال بموسم 2022-2023 بعد تسجيل 5 أهداف وصنع مثلها.

لكن تأثير تاو تراجع في الفترة الأخيرة وخرج من حسابات كولر، كما تبددت ثقة الجماهير في نجم جنوب إفريقيا وسط اتهامات له في وسائل الإعلام بأنه “مزاجي” وغير ثابت المستوى.

وبعد فترة طويلة من التكهنات أعلن كولر بنفسه عن رحيل تاو إلى أحد أندية قطر، حيث خرج من تشكيلة الفريق قبل زيارة مهمة إلى كوت ديفوار لمواجهة ستاد أبيدجان في دوري الأبطال للاتفاق على صفقة انتقاله لنادي قطر.

خاض تاو 15 مباراة في موسمه الأخير مع الأهلي وسجل 3 أهداف بجانب تمريرة حاسمة واحدة.

انفصال هادئ

الأهلي رحب ببيع تاو بعد أن رأى أنه حصل على أفضل محصلة ممكنة من اللاعب ولم يعد لديه المزيد، كما سيستفيد مالياً من بيعه مقابل أكثر من مليون دولار، إذ يرغب النادي في تعزيز صفوفه بلاعبين أجانب من العيار الثقيل قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية الموسعة في الولايات المتحدة الصيف المقبل.

أسدل تاو الستار على مسيرته مع الأهلي بعد خوض 126 مباراة سجل خلالها 30 هدفاً بجانب 14 تمريرة حاسمة، لكن إنتاجه في دوري الأبطال كان أفضل بكثير من الدوري الممتاز.

ففي المسابقة القارية سجل تاو 12 هدفاً بجانب 11 تمريرة حاسمة في 40 مباراة، مقابل 15 هدفاً وتمريرتين حاسمتين في 57 مباراة بالدوري المصري.

وحصد تاو مع الأهلي 11 لقباً، بجانب “كأس المحيط الهادئ-آسيا-إفريقيا” عند الفوز على العين الإماراتي ضمن كأس إنتركونتيننتال، وكان أبرز ألقابه الدوري المصري مرتين ودوري الأبطال مرتين، كما حقق الميدالية البرونزية مرتين في كأس العالم للأندية.